رغم أنهما لم يسجلا منذ أكثر من سنتين في المباريات الرسمية، إلا أنّ خروج كل من غزال وجبور من الحسابات في لقائي تونس
والكامرون الوديين أخلط أوراق البوسني وحيد حليلوزيتش الذي كان يراهن عليهما في هذين اللقاءين، مثلما يراهن على كافة لاعبي تعداده الموسع الذي وجه له الدعوة للشروع في التحضير من الآن لمرحلة الجدّ المقبلة، والتي ستنطلق بداية من شهر فيفري للسنة المقبلة عبر بوابة لقاء غامبيا التصفوي تحسبا لنهائيات كأس إفريقيا 2013، وهو أمر سيجبر حليلوزيتش على إعادة النظر في التركيبتين البشريتين اللتين كان يعول على إقحامهما من قبل، وذلك بمنح الفرصة لبعض العائدين في صورة سوداني، غيلاس وبعض الجدد مثل عودية، والإعتماد على سلاح آخر أبدى نجاعته في لقاء إفريقيا الوسطى، وهو سلاح التوغل على الأجنحة والأطراف من جهة ثانية. عوديـــة، غيـــلاس وسوداني أمـــام فرصـــة العمــــر وقبل التطرق إلى سلاح الأجنحة الذي ينوي البوسني استعماله في لقاءي تونس والكامرون، لابدّ من التأكيد على أن إصابة كل من غزال وجبور الصائمين عن التهديف في لقاء رسمي منذ سنة 2009، ستصب حتما في مصلحة العائد غيلاس والوجه الجديد عودية بما أنهما رأسي حربة صريحين، وفي صالح سوداني الذي وحتى إن كان يحبذ اللعب على الأطراف، إلا أنه أبدى الموسم الفارط نجاعة كبيرة لما لعب رأس حربة مع فريقه السابق جمعية الشلف، والفرصة مواتية للثلاثي كي يفرغ ما في جعبته من قدرات ومؤهلات إن أراد التعمير طويلا في المنتخب، سواء بالنسبة لغيلاس الذي يمر بفترة زاهية مع فريقه ‘’ريمس’’ أو عودية المتألق مع سطيف والعازم على استغلال فرصته أحسن من تلك التي منحها له بن شيخة في وقت سابق، أو سوداني الذي يعول على فرض نفسه. الخطر يصنعه لاعبون مثل قادير، مطمـــور، فغولـــي وبودبــــوز وبما أن لقاء إفريقيا الوسطى أثبت نجاعة كبيرة من مهاجمينا في التوغل على الأجنحة، عندما خلقوا أغلبية الفرص وسجلوا الهدفين من الجهتين، سواء الأول الذي جاء بعد ضغط كلل بركنية من الجهة اليسرى استقبلها يبدة برأسه، والثاني بهجمة من الجهة اليمنى قادها مطمور وانتهت بين أقدام قادير، فإن حليلوزيتش قد لا يجد صعوبات كبيرة في إيجاد الوسيلة التي تمكن أشباله من زيارة مرمى منافسيه التونسي والكامروني، لاسيما أنه يمتلك هذه المرة أوراقا رابحة كثيرة في صورة قادير المتألق دوما على الجهتين اليمنى واليسرى، أو مطمور القوي على الجهة اليمنى، بالإضافة إلى العائد إلى صفوف المنتخب وهو في أفضل أحواله رياض بودبوز، والوافد الجديد فغولي الذي فرض نفسه أساسيا في تشكيلة ‘’فالانسيا’’ الإسباني مؤخرا، فالحلول قد تكون بين أقدام هذا الرباعي في المبارتين بالنظر إلى السرعة التي يتميز بها والمؤهلات الفنية الهائلة التي يتمتع بها، ناهيك على أن نزعة اللاعبين الأربعة الهجومية جعلتهم يمتلكون حسا تهديفيا كبيرا، بدليل أنهم يسجلون كلهم مع فرقهم الأوروبية. حتى بوشوك جناح أيمن خطير وبوعزة تنقصه المنافسة ويملك حليلوزيتش أوراقا أخرى إضافية بإمكانه توظيفها على الأطراف، ونخص بالذكر الوافد الجديد على المنتخب بوشوكـ الذي يقال أنه خطير جدا من على جهته اليمنى، وأثبت على ذلك خلال المباريات التي لعبها في البطولة المحلية مع فريقه شباب باتنة، وهو ما دفع البوسني إلى استدعائه للمنتخب، ويضاف إلى كل هذه العناصر التي تحدثنا عنها بوعزة المتألق في لقاء تانزانيا يوم حوّل خسارة المنتخب إلى تعادل بدخوله، ولو أن هاجسه الوحيد هذه المرة هو نقص المنافسة بما أنه لم يلعب ولا دقيقة في آخر ست مباريات لعبها فريقه الإنجليزي ‘’ميلوال’’، أما زياني فالظاهر أنه لن يكون ضمن الحسابات بسبب الإصابة التي يعاني منها. ركــــّز خـــلال التدريبــــات على العمــــل أمـــام المرمى هذا وسمح لـ’’الهداف’’ حضورها في الحصة التدريبية المسائية ليوم الأربعاء بملعب مصطفى تشاكر، بالوقوف على الطريقة التي يحضر بها ‘’الخضر’’ للموعدين اللذين ينتظرانهم يومي السبت والثلاثاء، وحضرنا كيف أنّ البوسني حليلوزيتش ظل يركز على العمل أمام المرمى بتخصيص كل التمارين التي أجراها للمهاجمين، وشاهدنا كيف يحث اللاعبين على التواجد بأكبر عدد ممكن في منطقة عمليات المنافس لخلق أكبر فرص للتهديف والعمل على استغلالها وتجسيدها إلى أهداف، كما ركز في عمله على التوغل على الأجنحة والضغط على المنافس في منطقته، وحرمانه من الكرة والإستحواذ عليها في منطقته أو على الأقل من منطقة الوسط